العنف ضد المرأة، ما هو وكيف يحدث؟

هل لك كامل الحرية في اختيار نمط الحياة الذي تريدين؟

هل تستطيعين العيش أو الانتقال إلى مكان مستقل عن عائلتك؟

هل تستطيعين السفر دون الحاجة إلى أخذ الإذن من عائلتك؟

هل تتعرضين للعنف الأسري أو التهديد اللفظي من عائلتك أو أحد أفرادها؟

إن كنت تعانين كل ما سبق أو بعضه فإن حقوقك تتعرض للانتهاك!

منظمة العفو الدولية تصنف العنف عدة أصناف، مثل[1]:

  • العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي: يقع “عندما تُرتكب أفعال عنيفة ضد النساء وأفراد مجتمع الميم على أساس الميول الجنسية أو هوية النوع الاجتماعي أو الخصائص الجنسية. ويحدث العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي للنساء والفتيات بأعداد غير متناسبة[2]“.

عادة في عمان، يقع العنف ضد الفتيات والنساء لأسباب عدة، مثل التأديب أو لاعتراض اختيار المرأة لتخصص الدراسة أو العمل الذي عادة لا ترغب به العائلة. المادة 44 من قانون الجزاء العماني تتيح لولي الأمر ممارسة العنف طالما أنه يقع تحت طائلة التأديب.

  • العنف الجنسي والتحرش الجنسي: تتعرض الفتيات في عمان لأشكال عديدة من التحرش الجنسي أبرزها التلفظ بعبارات جنسية غير ملائمة. القانون العماني غير واضح فيما يتعلق بالتحرش الجنسي، وعادة ما تتردد الفتيات في التبليغ، وذلك خشية اتساع نطاق من يعلمون بما تعرضن له وفي مقدمتهم الأهل وما قد يجرها إليه ذلك من توبيخ أو منع من العمل أو الدراسة على سبيل المثال. القانون كذلك يجعل الفتاة شريكة في الفعل في حالة أن شخصا ما حاول ابتزازها مستخدما صورا هي من أرسلتها برغبتها.

أما العنف الجنسي فيحدث عندما تتعرض المرأة للاغتصاب الجنسي. القانون العماني لا يجرم الاغتصاب الجنسي[3]، أي الفعل الذي يحدث دون موافقة المرأة على الدخول في علاقة جنسية. الاعتماد على الشريعة التي ترغم الزوجة على إطاعة زوجها يُعتبر إحدى ذرائع عدم تجريم القانون الاغتصاب الزوجي، بل إن المفارقة أن الشريعة والقوانين المستوحاة منها يرسخان في المجتمع الاستهجان حتى من مجرد الإشارة إلى “الاغتصاب الزوجي”، حيث إن الزوج يملك حرية مطلقة في ممارسة ذلك متى ما شاء دون عده جريمة، وفي هذا السياق يُلجَأ عادة إلى الاستشهاد بحديث نبوي فحواه أن الزوجة التي ترفض الرضوخ لمطالب زوجها الجنسية تلعنها الملائكة.

العنف ضد المرأة أو الفتيات أحد الأمور المسكوت عنها في المجتمعات المحافظة مثل عمان. شريحة كبيرة من الفئة الذكورية ترى أن الأمر يجب أن يترك للعوائل والأسر، وأن ما يحدث داخل بيت العائلة يجب أن يظل داخلها ولا يجب أن يخرج للعلن. إلى الآن، لم توفر الحكومة خطا ساخنا لحماية الفتيات أو النساء من العنف الأسري.

كذلك فإن العنف والتحرش الجنسي اللذين تتعرض لهما عاملات المنازل لا يزالان مستمرين إلى الآن. العديد من البلاغات والشكاوى التي وصلت المركز مدعمة بالأدلة والصور والفيديو، تظهر التحرش الجنسي أو العنف الممارس ضد هذه الفئة. إن تقاعس الحكومة إلى الآن غير مبرر إذ إنها لم توفر حتى اللحظة خطا ساخنا لهذه الحالات.

حسب دراسة لوزارة التنمية الاجتماعية نشرت في 2018، فإن 74% من المتعرضات للعنف لم يبلغن أو يلجأن للجهات الحكومية[4]! 25% لجأن للقضاء، و 12.8% لجأن للشرطة.

الدراسة ذكرت كذلك، أن 36% من هذه الحالات تحدث بعد الزواج!

41% من النساء في هذه الدراسة أكدن أن هناك عنفا يمارس ضد النساء في عمان.

أغلب المبحوثين في هذه الدراسة، رجالا ونساء، أكدوا أن أكثر من يمارس العنف ضد النساء الزوج ثم يليه الأخ!.

أشكال العنف التي قدمتها الدراسة:

15% الضرب، 13% الإهانة، 10% الشتم، 5% الإجبار على الزواج والتهديد بالطلاق وعدم السماح بالخروج.

من الآثار الناتجة عن العنف، حسب الدراسة: 16% الكآبة والقلق، 11% العزلة، 10% كره الرجال[5].

دراسة أخرى للوزارة، خلصت إلى “ضرورة وضع نظام وطني متكامل تشارك فيه جميع الجهات المعنية بقضايا الإساءة والعنف ضد المرأة، وإنشاء آلية لرصد الحالات التي تتعرض للإساءة والعنف، وإيجاد قاعدة بيانات وطنية، وتعزيز دور لجنة الحماية الأسرية، والتركيز على قضايا الإساءة تلك، وتعزيز الوعي المجتمعي.[6]

هل تعتقدين فعلا أن المكان الآمن للفتاة أو المرأة هو منزل أسرتها/زوجها؟

العنف ضد الفتيات والنساء جريمة.

الاغتصاب الزوجي جريمة.

التحرش الجنسي جريمة.

لا تسكتي عن أي جريمة تُمارَس ضدك!

[1] https://www.amnesty.org/ar/what-we-do/discrimination/womens-rights/

[2] Ibid.

[3] https://documents-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/G16/046/03/PDF/G1604603.pdf?OpenElement, 129-83.

[4] http://alwatan.com/details/239468.

[5] Ibid.

[6] https://www.omandaily.om/?p=572950

زر الذهاب إلى الأعلى