مخاطر التغير المناخي: عمان

يشير التغير المناخي إلى التحولات طويلة الأمد في أنماط المناخ العالمي أو الإقليمي، والتي يسببها في المقام الأول الأنشطة البشرية المتمثلة في انبعاث الغازات الدفيئية مثل ثاني أكسيد الكربون (CO2)، الميثان (CH4)، وأكسيد النيتروس (N2O). تلك الانبعاثات تحتجز الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى حدوث “تأثير البيوت الزجاجية“، ويتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب. يترتب على التغير المناخي عواقب وآثار واسعة النطاق على مختلف جوانب البيئة والمجتمع والاقتصاد.
هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى تغير المناخ بشكل أساسي، وهي نتاج للنشاط البشري الذي يتتفاعل ويسهم في تحولات أنماط المناخ العالمي والإقليمي. لذلك، فإن الحديث عن التغير المناخي يقودنا عادة إلى أمرين، الأسباب التي تؤدي إلى هذا التغير أو التي تتسبب في حدوثه. وثانيا، الآثار الناتجة عن هذا التغير أو الأضرار التي تلحق بالطبيعة والعالم من حولنا بصورة عامة. من بين الأسباب الرئيسية لتغير المناخ:
توليد الطاقة، تصنيع البضائع، قطع الغابات، استخدام وسائل النقل، إنتاج الغذاء، تزويد المباني بالطاقة، الاستهلاك الكثير والمتكرر.
تأثيرات تغير المناخ هي النتائج والتغيرات التي تحدث في البيئة والمجتمع نتيجة زيادة درجات حرارة الأرض والتغيرات في أنماط المناخ. تتراوح تأثيرات تغير المناخ من آثار مباشرة على البيئة والحياة البرية إلى آثار اقتصادية واجتماعية على المجتمعات. بعض أهم هذه التأثيرات:
الاحتباس الحراري، ذوبان الجليد القطبي، الظواهر الجوية المتطرفة، حموضة المحيطات، فقدان التنوع البيولوجي، ندرة المياه، تهديدات الزراعة، آثار صحية، التشريد والهجرة، وكذلك التفاوت الاقتصادي والاجتماعي.
في عمان، التغير المناخي نتج عنه العديد من العواصف الاستوائية التي تسببت في خسائر مالية كبيرة تصل إلى مليارات الدولارات. في عام 2007، ضرب إعصار جونو السواحل العمانية وقٌدرت تكلفة أضراره بحوالي 4 مليارات دولار. وفي ربيع عام 2018، تأثرت المناطق الساحلية بإعصار ميكونو، الذي تسبب في حوالي 1.5 مليار دولار من الأضرار. من بين محافظات الساحل، يُعتبرساحل الباطنة الشمالي أكثر السواحل عُرضة للعواصف الاستوائية المتصاعدة بسبب تغير المناخ. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر مناطق مثل مسقط وصُلَالة وصُحَار عُرضةً بشدة أيضًا بسبب الموقع الجغرافي لعُمان، حيث تقع على ثلاثة جبهات بحرية وتمتد سواحلها لمسافة 3,165 كيلومتر. ونظرًا لأن معظم العُمانيين يعيشون على الساحل أو قُربه، فإنهم يواجهون مخاطر متزايدة عندما تضرب الأعاصير اليابسة.
كما أن الطقس المتطرف يشكل اليوم أحد المخاطر الناتجة عن التغير المناخي في عمان. حيث شهدت البلاد في السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة. في يونيو 2018، شهدت مدينة قريات، والتي تبعد 60 كيلومترا شرق العاصمة مسقط، استقرارا في درجة حرارة مرتفعة وصلت إلى41.9 درجة مئوية استمر لمدة 24 ساعة دون انخفاض. كذلك في يونيو 2021، استمرت موجات درجات الحرارة المرتفعة لمدة تقارب الشهر في بعض المناطق، والتي تجاوزت الــ 50 درجة مئوية، مسجلة بذلك أعلى كوجة حرارية تشهدها البلاد. كما تشير التوقعات المناخية كذلك أن عمان قد تشهد في العقود القادمة المزيد من ارتفاع درجات الحراة بسبب التغيرات المناخية.
كذلك، أحد الآثار التي تعاني منها عمان بسبب التغير المناخي هو ملوحة المياه الجوفية التي للأراضي الساحلية، وذلك بسبب ارتفاع منسوب مستوى سطح الأرض. ويتوقع خبراء عدم صلاحية ما نسبته 64% من الأراضي الزراعية في جنوب الباطنة، أحد المناطق الساحلية، للري وذلك نتيجة لتسرب المياه المالحة للمياه الجوفية.
برغم الخطة الاستراتيجية الموضوعة من قبل السلطات لمواجهة أزمة تغير المناخ، إلا أنه لا بد على السلطات وبمشاركة المجتمع المدني إلى وضع المزيد من الجهود من أجل مواجهة هذه الأزمة.